{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ} بما توحيه كلمة الطيبة من طيبة في الروح وفي النيّة ،وفي الجوّ الذي يحيط بهم في علاقات الحياة ،وفي الخط الذي يحكم كل تاريخ حياتهم من البداية إلى النهاية ،حتى إذا جاءهم الموت ،كانوا على استعدادٍ لمواجهة نتائج المسؤولية بكل قوّة وإيمان أمام الله ،لأنهم يعرفون النتيجة سلفاً من خلال تاريخهم المليء بالتقوى ،فهم ينتظرون الملائكة الذين يتوفونهم{يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ} ،في تحيّةٍ طيبةٍ توحي إليهم بكل معاني السلام الروحية والعملية التي تنتظرهم في حياتهم الجديدة{ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} لأن الجنة لا تُنال بالتمنيات بل بالأعمال ،وهذا ما ينبغي للناس أن يتمثلوه في الدنيا ،عندما يتمنون الجنة بعد الموت .فلا مجال هناك إلا للعاملين المؤمنين الصالحين ،الذين يلتقون بالرحمة الإلهية من مواقع العمل في خط الإيمان ،أما الكافرون والمشركون والمتمردون فماذا ينتظرون