{شَهِيدًا}: الشاهد .
{يُسْتَعْتَبُونَ}: يسترضون ويستصلحون .
عرض بعض مشاهد القيامة للعبرة
تتنوّع مشاهد القيامة الواردة في القرآن ،بغرض دفع الناس لمعايشة صعوبتها في الدنيا ،كي يتخذوا الموقف المسؤول الذي يجنّبهم عذابها في الآخرة ،والآيات التالية تدخل في هذا السياق .
لكل أمة شهيد:
{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً} ،يشهد على أعمالها ومواقفها وعلاقاتها في حركة الحق والباطل والكفر والإيمان ،ليقدّم للهسبحانهحساب المرحلة الزمنية التي شهد أحداثها في أمته ،وقد يكون هذا الشاهد نبياً ،أو إماماً ،أو عالماً ،وقد تمثله النخبة الصالحة الواعية التي تواجه الأمة بالدعوة والجهاد والمعاناة لتوجهها إلى الطريق المستقيم ،فتشهد لها أو عليها أمام الله تبعاً لتجاوبها مع دعوتهم تلك ،فإذا شهد الشهداء بقيام الحجة على الكافرين ،واختيارهم مواقف الكفر ،ثبت الحكم على الكافرين ،وواجهوا العذاب ،{ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ} بالكلام والاعتذار ؛لأن البحث عن كلمات تبرّر العمل لا يجدي في الآخرة ،كما هي الحال في الدنيا ،حيث يترك للمتهم حرية استخدام كل الأساليب المقنعة التي يدفع فيها التهمة عن نفسه ،لأن محكمة الدنيا تبحث عن الحقيقة من خلال شهود الاتهام ورموزه ،وشهود الدفاع ورموزه ،وبذلك ينبغي إعطاء الحرية للجميع في الحديث عن معلوماتهم ومناقشتها بالطريقة الواضحة ،أما في محكمة الآخرة ،فإن الحقيقة الآتية من مصادرها المعصومة تفرض نفسها على الموقف ،وبالتالي فإن الحكم على أساسها لا يشكل أي مصادرة لحرية الكافر في الدفاع عن نفسه .وليست الشهادة في الآخرة إلا لأجل إقامة الحجة عليهم أمام الناس ،لا من أجل استيضاح الحقيقة ،{وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} ،أي: لا يسمح لهم بالاستعتاب ،وهو طلب الرضا من الله ،بالدعاء أو بالعمل الذي يصححون به أخطاءهم ؛لأن باب الدعاء والعمل قد أغلق بالخروج من الدنيا وبالدخول في الآخرة ،كما جاء في كلمة الإمام علي( ع ): اليوم عملٌ ولا حساب ،وغداً حساب ولا عمل .