/ ثم أخبر تعالى عن شأنهم في معادهم بقوله:
[ 84]{ ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون 84} .
{ ويوم نبعث من كل أمة شهيدا} ،وهو نبيّها ،يشهد عليها بما أجابته من إيمان وكفر فيما بلغها ،{ ثم لا يؤذن للذين كفروا} ،أي:في الاعتذار لأنهم يعلمون بطلانه وكذبه ،كقوله{[5304]}:{ هذا يوم لا ينطقون ،ولا يؤذن لهم فيعتذرون}{ ولا هم يستعتبون} ،أي:لا يطلب منهم العتبى .أي إزالة عتب ربهم وغضبه .( والعتبى ) بالضم ،الرضا ،وهو الرجوع عن الإساءة إلى ما يرضي العاتب .يقال:استعتبه:أعطاه العتبى بالرجوع إلى مسرته .والعتب:لومك الرجل على إساءة كانت له إليك .والمرء إنما يطلب العتاب من خصمه ليزيل ما في نفسه عليه من الموجدة والغضب ويرجع إلى الرضا عنه ،فإذا لم يطلب العتاب منه ،دل ذلك على أنه ثابت على غضبه عليه .