{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمِ مِّنْهُ شَيْئًا} فقد أعطت كل نتاجها الشهي ،ولم تنقص منه أيَّ شيء{وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً} يسقي الكروم والنخيل والخضرة المتنقلة في كل مكان ،فيمنحها الحياة والنمو والازدهار .ثم نلاحظ استسلام صاحب الجنتين لحالة الرخاء والنعيم اللذين يتمتع بهما ،واعتقاده استمرار ذلك كله في شعورٍ طارىءٍ بالخلود ،وثقة كبيرة بالمستقبل كله في الدنيا والآخرة ،لو كان هناك آخرةٌكما يوحي تفكيرهانطلاقاً من إحساسه بضخامة شخصيته ،على أساس أن حالته المالية والاجتماعية تفرض علوّ شأنه ،ورفعة منزلته ،وكرامته لدى الله .ولهذا ،فإنه مطمئن إلى وضعه كل الاطمئنان .