درس موسى الثاني
وبدأ الدرس الثاني ،ولكن الموقف كان أكثر إثارة للدهشة والإنكار ،لأنه كان يجسّد الجريمة بطريقةٍ طبيعيةٍ .{فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ} من دون أيّ ذنب جناه ،ومن دون أيّة مشكلةٍ حادثةٍ بينهما وبين هذا الغلام .وبذلك كانت المسألة لا تحمل أيّ تبريرٍ من أيّة جهةٍ كانت ،لأن مبررات القتل واضحةٌ في مواردها الشرعية التي ليست موجودة في هذه الحادثة ،ولذلك وقف موسى ليحتج بشدّةٍ على هذه الجريمة البشعة ،{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً} أي طاهرةً{بِغَيْرِ نَفْسٍ} أي من دون أن يقتل نفساً محترمة ؟{لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً} ينكره الشرع والناس والوجدان .
وقد أثار المفسرون الحديث حول ما إذا كان هذا الغلام غير بالغ ،باعتبار ما تفسره كلمة الغلام ،ولكنَّ بعضاً آخر يرى الكلمة تتسع للبالغ كما تتسع لغيره ،ويرى في اعتراض موسى( ع ) بقوله:{أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} أن القتللو حصل من الغلاملأوجب القصاص ،وهو مختصٌ بالبالغ