{آيَةً}: علامة .
{قَالَ رَبِّ اجْعَل لِي آيَةً} ترتاح إليها نفسي ويطمئن لها قلبي ،فأعرف أن هذه البشارة ،المعجزة ،هي منك ،وحدك ،حيث تكون هذه المعجزة دليلاً أكيداً على المعجزة القادمة ،{قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} وذلك بأن يحتبس لسانك وتعجز عن النطق طوال هذه المدة ،دون أن يكون وراء ذلك علة أو صدمة ،سوى قدرة الله ،وفي عجزك ذاك آية دالة على أن كل ما بك وما ينتظرك هو من الله ،وذلك مماثل لصوم الصمت الذي كان الناس يقومون به وفاءً لنذر ،أو اختياراً .وهكذا تم له ما أراد ،وعرف سر قدرة الله في نفسه ،وسر رحمة الله في قصته .وتفاعل الشعور بعظمة الله في نفسه حتى تحول الموقف النفسي عنده إلى موقف عملي في الدعوة إلى تسبيح الله في الصباح والمساء ،في ما يوحي به التسبيح من التعبير عن عظمة الله في الكون ،