{صِرَاطاً سَوِيّاً}: طريقاً مستقيماً معتدلاً .
إبراهيم( ع ) يعظ أباه
{يا أبت إِنِّي قَدْ جاءني مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ} فقد عشت تجربة الفكر التي أعطتني المعرفة التأملية ،وقد عشت تجربة الواقع ،فمنحتني الثقافة العملية ،وقد ألهمني الله من وحيه الكثير من تفاصيل العقيدة والشريعة ،والمنهج العملي في الحياة ،واستطعت من خلال ذلك كله أن أحصل على المعرفة الواسعة التي تتيح لي هداية الناس ودعوتهم إلى الله .والمسألة هنا ليست مسألة أبٍ أو ابنٍ ،بل هي مسألة جاهلٍ وعالمٍ .وليست قصة عمرٍ كبيرٍ ،أو عمرٍ صغيرٍ ،لأن أهمية العمر هي في ما يختزن من تجربة ،لا في ما يستهلك من لحظات زمنية .فإذا كان العمر خالياً من تجربة الفكر وتجربة الواقع ،فإنه لا يمثل امتداداً في قيمة الزمن في حساب العلم .وهكذا فقد جاءني من العلم ما لم يأتك{فاتبعني أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} يقودك إلى الإيمان بالله والعمل بما يرضيه ،والانفتاح على الآفاق الحلوة في الحياة ،والوصول إلى جنته ورضوانه ..،وذلك هو سبيل السعادة في الدنيا والآخرة .
{يا أبت لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} في ما تمثله العبادة من الطاعة له بما يوسوس للإنسان من وساوس الشر ،وما يزينه له من أفعال الجريمة ،ومن الابتعاد عن الله وعن خطّه المستقيم ،إلى غير ذلك مما يجلب لك الشقاء في الدنيا والآخرة ،فابتعد عنه ،واقترب من ساحة الله ،في خط عبادته{إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً} فقد عصى الله في البداية ،عندما أمره بالسجود لآدم ،وما زال مقيماً على معصيته ،وداعياً الآخرين إليها ليقودهم إلى عذاب السعير .