ويمر القرآن في هذه الآيات على مجموعة من الأنبياء بطريقة سريعة ،تعطي لمحةً خاطفةً عن صفة روحيةٍ ،أو أخلاقية أو رساليّةٍ في حياتهم الخاصة والعامة ،من أجل أن نتمثلهم في درجاتهم العليا ،في مستوى القدوة الصالحة للبشرية الآتية من بعدهم ،الباحثة عن النموذج الأفضل الذي يوحي بميلاد عصر جديد على مستوى الرسالة والحركة والإنسان .
{وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مُوسَى} هذا النبي العظيم الذي عاش تحدّياً كبيراً في رسالته أمام فرعون ،وتعرض لأكثر من حالة اضطهاد مع المستضعفين ولم يتراجع ،ولم يهن ،بل بقي مثابراً على دعوته ومهمته حتى استطاع أن يهزم الطاغية في نهاية المطاف ..وبذلك يكون تذكّره حافزاً للعاملين على المزيد من الاندفاع في الدعوة ،والثبات في مواقع الرسالة ،{إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً} أخلصه الله لنفسه فلم يكن فيه شيء لغيره ،لا في نفسه ولا في عمله ،تتمثل فيه العبودية الخالصة لله في أعلى الدرجات وأرفع المستويات ،{وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً} حمّله الله الرسالة في خط الدعوة ،ورزقه النبوة في حركة الوحي .