التّفسير
موسى النّبي المخلص:
في هذه الآيات الثلاث إِشارة قصيرة إلى موسى( عليه السلام )وهو من ذرية إبراهيم( عليه السلام ) وموهبة من مواهب ذلك الرجل العظيمحيث سار على خطاه .
وتوجه الآية الخطاب إلى الرّسول الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتقول: ( واذكر في الكتاب موسى ) ثمّ تذكر خمس مواهب وصفات من المواهب التي أعطيت لهذا النّبي الكبير:
إِنّه وصل في طاعته وعبوديته لله إلى حد ( إِنّه كان مخلصاً ) ولا ريب أن الذي يصل إلى هذه المرتبة سيكون مصوناً من خطر الانحراف والتلوث ،لأنّ الشيطان رغم كل إصراره على إضلال عباد الله ،يعترف هو نفسه بعدم قدرته على إضلال المخلصين: ( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إِلاّ عبادك منهم المخلصين ){[2367]} .
( وكان رسولا نبيّاً ) فحقيقة الرسالة أن تُلقى مهمّة على عاتق شخص ،وهو مسؤول عن أدائها وإِبلاغها ،وهذا المقام كان لجميع الأنبياء المأمورين بالدعوة .
إِن ذكر كونه «نبيّاً » هنا إِشارة إلى علو مقام ورفعة شأن هذا النّبي العظيم ،لأنّ هذه اللفظة في الأصل مأخوذة من ( النَّبْوَة ) على وزن ( نغمة ) وتعني رفعة المقام وعلوه .ولهاطبعاًأصل آخر من ( نبأ ) بمعنى الخبر ،لأنّ النّبي يتلقى الخبر الإلهي ،ويخبر به الآخرين ،إِلاّ أن المعنى الأوّل هو الأنسب هنا .