{ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ} واصطفاه إليه واختاره لنفسه ،فلم يتركه حائراً ضائعاً في قبضة إبليس ،{فَتَابَ عَلَيْهِ} ورضي عنه ،{وَهَدَى} وفتح له أبواب رحمته ،ودله على الطريق المستقيم ،وأراده أن يواجه الحياة من مواقع قوة الإرادة في ساحة الصراع مع الشيطان ،ولعلَّ الله سبحانه أراد أن يجعل له من تجربة العصيان في الجنة ،فترة تدريبية للتعرف على طرق وأساليب الشيطان من الكذب والغش والدجل والخيانة والرياء ،وذلك قبل أن ينزل إلى الأرض التي أعدّه الله ليكون خليفة له فيها ،فيستفيد من تجربة سقوطه وخروجه من الجنة نتيجة لإغواء الشيطان ويعمل على تفادي مكائده في الأرض بعد أن ذاق مرها في الجنة ،خاصة وأنه سيوكل إليه دوراً رسالياً يجب أن يتسلمه وهو في مواقع القوة لا الضعف .وهكذا أراد الله له أن يعيش الشعور برضا الله عنه ،وهدايته له في ما يريد له أن يتحرك فيه .