وتلك هي القصة في مضمونها الذي يشير إلى الإنسان في التزامه العملي برسالات الله ،وتحويل الحياة في مجالاتها الفردية والاجتماعية إلى ساحةٍ من ساحات طاعة الله .وذلك هو الذي يلحّ على القلب الإنساني أن يخشى ،وعلى العقل البشري أن يتذكر ،لأن الغفلة تعطِّل دور الإنسان وتمنعه من أن يعيش مسؤوليته بقوّةٍ وإخلاص .
{كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ} من الرسل في التاريخ ممن كان لهم الدور الكبير في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ،لتعتبر ،ويعتبر الذين اتبعوك ،في ما يمكن أن تأخذه من درسٍ في تجربة الدعوة والحركة ،وفي ما يمكن أن تحصل عليه من خشيةٍ لله .{وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً} بما أوحينا إليك من القرآن الذي تتنوع فيه الأفكار والمفاهيم والقصص والمواعظ ،من أجل أن تتعرف من خلاله على حقائق الأمور وتفاصيل القضايا التي تتصل بمسؤوليتك أمام الله في الدنيا والآخرة ،