{مُّحْدَثٍ}: جديد ،وقيل: أي نزل سورة بعد سورة .
{مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ} فهم لا يعيشون الجدية في مواقفهم أمام المسؤولية ،بل يواجهونها من موقع اللهو واللعب ،كمن يلعب بمصيره غافلاً عن النتائج السلبية التي يلاقيها .وهذا ما كانوا يمارسونه عندما كان الأنبياء يأتونهم برسالات ربهم التي ترشدهم إلى الفلاح في الحياة ،وتثير في داخلهم الشعور بالسمو الروحي الذي يلتقون من خلاله بالله ،ويتضح لهم الكثير من المشاكل الواقعية التي تصادفهم في قضايا الفكر والحركة والشعور .فقد كانوا يستمعون إلى الأنبياء استماع اللاعب الذي لا يريد أن يشغل عقله بما يسمع ،أو يربي روحه به أو يعيش المعاناة من خلاله ،بل يريد أن يُحرك حسه ،ويشغل فراغه ،فلا يكون همه مما يسمعه إلا الأصداء التي تنطلق من الكلمات ،بعيداً عن معانيها ،أو الأجواء الساخرة التي يحاول أن يثيرها في ما يتخذه من المواقف المضادة تجاهها .