{وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} فقد بلغ زكريا من العمر عتيًّا ولم يرزقه الله ولداً ،وكان يحب ألاّ يترك الحياة إلاَّ وله ولد يرثه ويرث من آل يعقوب ،لتستمر به الرسالة ،في كل الأجواء التي عاشها في الصلاح والخير وحركة الحياة ...وهكذا كان يتمنى ألا يعيش الوحدة في الحياة ،التي يعيشها الإنسان العاقر الذي لا يمتد ظله معه ولا يجد أحداً يستعين به في مواجهة الصعوبات ،أو يستعين به على الواقع ..وهكذا نجد أن هذا العبد الصالح ،قد عبّر عن تمنياته الروحية المتحركة من طبيعته الإنسانية في ما أودعه فيه من الخصائص التي يرتبط فيها بالجانب البشري ،ليتكامل مع الجانب النبوي في حياته .وكان الدعاء الخاشع هو التعبير الصارخ الواعي عن لهفة الحياة في أعماقه ..