{وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} فعاشت العفة والطهارة كأقسى ما تكون العفة ،وكأنقى ما تكون الطهارة ،ما جعلها مثلاً حياً للإنسانة المؤمنة العظيمة التي عبدت الله فشعرت بمسؤولية العبادة في انسجامها مع حركة وجودها في الحياة ،كأفضل ما تكون الأخلاق الفردية والاجتماعية ،وبذلك كانت موضعاً لكرامة الله ،في المعجزة الخارقة في حملها وولادتها وصبرها وقوّتها ،{فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا} فحملت بعيسى( ع ) من دون أن يمسها بشر ،{وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِين} فهي نموذج المرأة الكاملة في ساحات العفة والطهارة والقوّة والإخلاص لله سبحانه ،وابنها يمثل آية إلهيّة في ولادته وكلامه ،ويمثل حياة رسالية روحيّة رائعة في رسالته ،وفي الكرامات التي أجراها الله على يديه في حياته .