{وَتَقَطَّعُواْ}: التقطّع: التفريق ،أي فرقوا دينهم وصاروا شيعاً .
{وَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} عندما استغرقوا في خصوصياتهم ،وفي عبادتهم ،فارتبطوا بالحالة الخاصة ،ولم يرتبطوا بالحالة العامة ،فعاش كل واحد منهم في سجن ذاته ،واختنق في زاوية عائلته وقبيلته ،وحدد لنفسه دائرة حزبه ،والتزم بالحدود الفاصلة بينه وبين الناس الآخرين ،بدلاً من التزامه بالأمور المشتركة بينه وبينهم .ولكن بماذا يفكر هؤلاء ؟هل يفكرون بالخلود في الدنيا عندما يمارسون الجريمة في الواقع ،أو يخلقون الصراع الدامي الذي يمزّق الحياة ،ويبعث الفرقة بين الناس ،ويحوّل الحياة إلى كابوس ثقيل بدلاً من أن تكون فرصةً للانطلاق والنموّ والتجدُّد والسعادة والسلام ،وبذلك يهربون من العقاب ؟!إنهم سيواجهون المصير غداً ليقفوا بين يدي الله ،ليحاسب كل واحد منهم على عمله ،{كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ} ومجموعون إلى ميقات يوم معلوم ،