93 - وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ .
تقطعوا أمرهم بينهم: أي: جعلوا أمر دينهم فيما بينهم قطعا .
مع أن الإله واحد وقد شرع لنا الدين الواحد ،وجعل أمة الأنبياء واحدة ،فإن أتباع الديانات قد تفرقوا فرقا ،وتقطعوا قطعا ،كما تقطع أجزاء الشيء ،فكل فريق يقتطع جماعة وينعزل عن القطع الأخرى ،ثم يصير الخصام والنزاع والتهاوش ،والحروب في بعض الأحيان ،وجميع هؤلاء المختلفين المتنازعين ،سيرجعون إلينا يوم القيامة .
وفي معنى الآية قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا .
وقوله سبحانه: شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ...( الشورى: 13 ) .
وقال عز شأنه: وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ .( الأنفال: 46 ) .
وكأن القرآن يقول: مع دعوتنا إلى الأمة الواحدة ،فإن الحاصل أن أتباع الديانات تقطعوا أمرهم ،واختلفوا وتضاربوا وتحاربوا ،وسيرجع الجميع إلينا للجزاء .