{خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}: خالية ،أي: ساقطة جدرانها على سقوفها ،فهي خربة .
{مَّشِيدٍ}: المشيد: قيل: المرتفع من الأبنية ،وقيل: إن المشيد ما طلي به الحائط من جص .
{فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا} فتطلّعْ إلى ما حولك من بقايا البلاد التي كان يسكنها هؤلاء ،فكم من قريةٍ من قراهم أهلكنا أهلها وأخذناهم بالعذاب ،{وَهِىَ ظَالِمَةٌ} كونها واجهت الرسالة مواجهة شديدة ورفضت كل مفاهيمها وشرائعها ،فظلمت نفسها ،كما ظلمت الحياة من حولها ،فاستحقّت بذلك العقاب الشديد ،والهلاك المحتوم ،{فَهِي خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} سقطت جدرانها على سقوفها ،{وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ} أي وكم من بئر معطلة باد أهلها وماتوا ،فليس هناك من يستقي منها ،أو ينزل عليها ،{وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} أي وكم من قصر مشيد لا ترى فيه أية حركةٍ ،فقد هلك كل سكانه ،فلا تبصر لهم شبحاً ،ولا تسمع لهم حسيساً ..ولعل تنويع الحديث عن البئر والقصر ،يعود إلى أن أصحاب الآبار هم البدو ،وأن أصحاب القصور هم الحضر .