{حَتَّى إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ} باعتبار أنهم يمثلون واجهة المجتمع الضّالّ الكافر وقيادته ،كونهم يملكون مواقع القوّة فيه ،ويحركونها في اتجاه إخضاع المستضعفينالذين يحتاجونهملما يريدونه ،وبذلك يصبح الحديث عن عذاب المترفين بالخصوص رمزاً يوحي بتبعية الآخرين لهم في المصير ،على أساس تبعية الآخرين لهم في الموقف ،أو تأكيداً على سيطرة الله وقدرته ،باعتبار أن الله إذا أخذ المترفين الذين يملكون أسباب القوّة ،فإنه قادر على أخذ الأقلّ منهم قوّة ،بطريق أولى ،حيث يجتمعون في ما يشبه المفاجأة لهم ،بفعل الصدمة الناشئة من الغفلة ،{إِذَا هُمْ يَجْأرُونَ} ويرفعون أصواتهم بالصراخ ،فلم ينتظروا الآخرة لأنهم لم يهتموا بها وبمواجهتها ،ولم يفكروا بالعذاب لأنهم سخروا ممن أنذرهم به ،ما جعل مواجهته كحقيقة ،كارثة تخرج الإنسان عن طوره في التعبير عن الانفعال ..ولكن النداء القادم من الله يوضح بأن الصراخ لا يفيد في تخفيف العذاب أو رفعه عنهم ،لأن أحداً لن يسمعهم أو يقدر على إعانتهم ونصرتهم من الله ،لذا ،فإن الصراخ المنطلق طلباً للنصرة ،أمر يشبه العبث .