{وَالَّذِينَ هُمْ لاَِمَاناَتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} فلا مجال لأن يخون المؤمنون ما التزموا به أمام الله ،وأمام الناس ،لأن حفظ الأمانة هو سرّ الإيمان الذي يعني مسؤولية المؤمن بين يدي الله في ما يفرضه واجبه الشرعي من حفظ ما ائتمن عليه من دماء الناس وأموالهم وأعراضهم في إطار الخطوط الشرعية العامة ،أو في التزاماته الذاتية من خلال ما يلزم به نفسه مع الآخرين ..فإنه مسؤول عن ذلك أمام الله ،باعتبار أن ذلك علامة بارزة من علامات الإيمان .
والعهد كالأمانة ،مسؤولية المؤمن ،باعتبار أنه يضبط حركة العلاقات الاجتماعية بين الناس ،ويشكل حفظه قاعدة التوازن في النظام العام ،فإذا حفظت العهود والمواثيق التي تنظم للناس علاقاتهم ،تمكّن المجتمع من تحصيل الاستقرار والثبات ،أما إذا تحوّلت إلى ما يشبه الفوضى ،فقد المجتمع قوّته وتوازنه ..ولذلك كانت رعاية العهد ،كما رعاية الأمانة ،قاعدةً إيمانيةً تحدد ملامح المسلم الحقيقية ،التي تقرّبه من الله ،وتدنيه من جنته .