{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} في ما أراده الله للناس أن يهتدوا به من مفاهيم عامة تفتح قلب الإنسان وعقله على الله وعلى ما يوحيه في رسالاته ،مما يرتفع به إلى المستوى الأعلى في الفكر والروح والحياة ..{وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ} في ما عاشوه من تجارب فاشلة أو ناجحة ،مما يمكن أن تستفيدوا منه في ما تواجهونه من مشاكل الحياة في مسائل الإيمان والكفر ،والنجاح والفشل ،والربح والخسارة ،فتأخذون منها ما يوفّر عليكم الوقوع في تجارب مماثلةٍ ،قد تجهدكم ،وقد تتعبكم ،وقد تسقطكم ،ولكن الله يعطيكم الفكرة المنطلقة من تجارب الآخرين ناضجةً قويّةً دون جهدٍ ودون مشكلة ..{وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} في ما تفتح قلوبهم على الحق النازل من الله ،المنطلق من ينابيع الروح ،المحلّق في آفاق الجنة التي وعد الله عباده المؤمنين بها ،إذا أحبّوه وأطاعوه وعبدوه وخضعوا له ..وتلك هي مهمّة الموعظة في كيان الإنسان التقي الذي تلتقي الموعظة بقلبه ،كما يلتقي المطر بالأرض الطيبة التي تنفتح من خلاله على البذور الطيِّبة ،أما الإنسان الذي أغلق قلبه عن الحق ،فإنه كالأرض المجدبة التي لا تنفتح بذورها للمطر ،فلا يؤثر فيها شيئاً إلا بقدر ما يصيبها بالبلل .