ثم حذر سبحانه من مخالفة ما نهى عنه ،مما بينه أشد البيان ،بقوله سبحانه:
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} .
{ وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ} أي واضحات أو مفسرات لكل ما تهم حاجتكم إليه من عبادات ومعاملات وآداب .ومنه ما ذكر قبل ،من النهي عن الإكراه .فلا يخفى المراد منها{ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ} أي خبرا عظيما عن الأمم الماضية وما حل بهم ،بظلمهم وتعديهم حدود الله تعالى:{ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} أي فيتعظون به وينزجرون عما لا ينبغي لهم .كما قال تعالى{[5835]}:{ فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين} أي عبرة يعتبرون بها .وإيثار ( المتقين ) لحث المخاطبين على الانتظام في سلكهم ،فإنهم الفائزون .