فهل يجديهم هذا الإمهال نفعاً ،وهل يدفع عنهم ضراً ؟وماذا يجديهم أمام إصرارهم على الاستمرار في الكفر إلا زيادةً في المسؤولية وخطورةً في النتائج السلبية على مستوى قضية المصير ؟{مَآ أَغْنَى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يُمَتَّعُونَ} لأن ذلك الجو من الشهوات واللذات واللهو واللعب سيزول ويتبخّر أمام رياح الفناء وستبقى تبعاته وسيّئاته .
وتلك هي مشكلة هؤلاء في مواجهتهم لدعوات الأنبياء في رسالاتهم ،فهم يتحركون من عقدة الرفض الكامنة في تعقيدات الذات ،ومن حالة الانفعال المريض الغارق في أجواء الكبرياء ،فلا يمنحون أنفسهم فرصةً للتفكير ،ولا يتقدمون خطوة في ساحات الحوار ،بل يستغرقون في الحالة النفسية المرضية ،حتى يواجهوا الاستحقاقات المصيرية عندما يلاقون العذاب ،فيندمون حيث لا ينفعهم الندم ،ويتوسلون حيث لا مجال لأيّة وسيلة للتراجع .