{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} الذين آمنوا برسالتك ،فانفتحوا على الله من خلالها ،والتزموا بالحق على هداها ،واتبعوك من موقع النبوة والقيادة الحقة على أساسها ،وواجهوا كل تحديات الكفر والضلال في مواقعها ،الأمر الذي يجعلهم في الدرجة العليا من المستوى الرسالي بعيداً عما هو الموقع في الميزان الطبقي في الصعيد الاجتماعي ،لأن الرسالة تعطي للجانب الرسالي في حركة الشخصية قيمتها ،فيتفاضل الناس في ذلك لا في النسب والمال والجاه وغيره .
وهذا ما يفرض على الرسول والدعاة والقادة الإسلاميين من بعده ،أن يحضنوا المؤمنين الذين اتبعوه ،كما يحضن الطير أفراخه ،فيبسط إليهم جناحه ليضمهم إليه ،ويجمعهم عنده ،وأن يرأفوا بهم ويرحموهم ويتواضعوا لهم من مواقع الإيمان ،ليشعر المؤمنون بأن الإسلام قد أعطاهم قيمةً كبيرةً في التزامهم به ،وأن القيادة قد منحتهم موقعاً متميزاً في الموقع والعاطفة والرعاية في حركة الاتّباع والطاعة والانقياد ،فتقوى نفوسهم ،وتشتد مواقفهم ،وتثبت خطواتهم .