{وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ} من القرآن الذي جاءهم به رسول الله والذي كان حدثاً جديداً في حياتهم مما لم يألفوا أسلوبه ولم يعرفوا مضامينه ،{إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ} لأنهم لا يطيقون الإيمان بالوحي الجديد النازل على رجل منهم لا يملك الموقع الطبقي الذي يملكه عليّة القوم ،كما هو المجتمع المتخلف الجاهلي الذي يخضع للأجواء الثقافية التقليدية المرتكزة على عقائد الآباء والأجداد وتقاليدهم ،من دون نظر إلى المستوى الثقافي لمصادر المعرفة التي يملكونها ،والدخول في مقارنةٍ حادة بين ما هو موجود لديهم وما هو مطروح في الرسالات الجديدة .إنه الفكر المتحجّر والأفق الضيّق والاستغراق في حديث الماضي القابع في كهوف الظلام .