وجاءت نهاية المطاف ..فقد قرر فرعون بعد هذا العناء الطويل في صراعه مع موسى أن يستعمل القوّة القاهرة المسلّحة للقضاء على موسى وأتباعه ليحفظ هيبة موقعه الإِلهي وقوّة ملكه .وبدأ يعدّ العدة لذلك ،وأوحى الله إلى موسى بالأمر ليأخذ له عدّته .
{وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} من بني إسرائيل ،فتحرك بالليل لتغطي انسحابك ،لتخرج بني إسرائيل معك من دون استشارة فرعون ،لأنك في موقع القوة لا الضعف الذي يضطرك إلى أخذ موافقته .ولكن ذلك لن يخفف من طبيعة المجابهة المسلحة التي قرر فرعون مواجهتك بها{إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ} ومطاردون ،وذلك من خلال الجموع الغفيرة التي دعاها للقيام بتلك المهمة ضدكم .