{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ} فهو الذي أعطاني سرّ الحياة بكل عمقها وحركتها وتفاصيلها ،فلم يكن الخلق وجوداً ضائعاً في الفراغ ،بل كان نظاماً شاملاً للحياة ،في كل حركة الهداية التي يهتدي بها الوجود إلى طعامه وشرابه وجميع أوضاعه في حياته الخاصة والعامة ،حتى حركة الفكر عندما يفكر ،والقلب عندما ينبض ،والإِحساس عندما يرتبط بما حوله ،حتى ذلك كان في نطاق نظام الهداية الذي أعدّه الله في تكوين الإنسان بطريقةٍ واعيةٍ تتغذى بعفوية الحياة في الجسم ،وحركة الإرادة في العقل والشعور .