{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَئِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ} في نظرة الاستبعاد أمام الشيء الخارج عن المألوف ،ما يجعل الرفض رفضاً في مستوى الشعور الحسي ،لا في مستوى الإدراك العقلي والنظرة الوجدانية العميقة .وتلك هي مشكلة السطح الفكري الذي يتحرك من خلاله هذا النموذج من الناس الذين لم يأخذوا بأسباب المعرفة من مواقعها الفكرية ،بل أخذوا بها من مواقعها الشعورية الانفعالية ،فهم لا يناقشون المسألة من ناحية علاقتها بقدرة الله الذي يملك أمر الإِعادة كما يملك أمر البدء ،بل يناقشونها من ناحية عدم رؤيتهم لمثل هذا الأمر في ما شاهدوه من مشاهد الحياة والموت ،فكيف يمكن أن يخرج الموتى منهم أو من آبائهم من جوف الأرض ،ليعودوا إلى الحياة ثانيةً ..؟وكيف يمكن أن يصدقوا ذلك وهم لم يألفوه في حياتهم ،ولم يدخلوا في تجربته من موقع المعاناة ؟