{فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ} ليستريح فيه من التعب ،وليتخفف فيه من شدّة الحر ،ولم يكن هناك من يتحدث إليه من قريب أو صديق ،فانطلق يحدّث ربه ،في مناجاة خاشعةٍ شاكرة{فَقَالَ رَبِّ إِني لِمَآ أَنزَلْتَ إِليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} في ما وهبتني من القوّة ،وأعطيتني من الأمن ،ومكنتني من الحصول على الغذاء ..فقد كنت في حاجةٍ شديدةٍ إلى ذلك ،لأني لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضرّاً إلا بك ،وحدك ،لا شريك لك ،فلك الشكر ولك الحمد ...وهذا ما ينبغي للإنسان المؤمن أن يختزنه في داخل نفسه من الشعور بالحاجة إلى الله في ما أعطاه وفي ما يمكن أن يعطيه في ابتهالٍ خاشعٍ يحرّك الإيمان في الذات ويطوّر العلاقة بالله .