24-{فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير}
وصل موسى إلى أرض مدين متعبا مجهدا جائعا ،شديد الإجهاد والتعب ،لم يأكل في الطريق سوى البقل وورق الشجر ،وقد استمر في الطريق بضعة أيام حتى اشتد به التعب والجوع ،وما إن شاهد امرأتين ضعيفتين تبتعدان عن الرجال ،حتى رقّ لهما ونزع غطاء البئر ،وكان لا ينزعه إلا عصبة من الرجال ،ثم سقى لهما أغنامهما ،وأدى لهما مهمة رغبة في المعروف ،وإغاثة الملهوف ،ثم جلس تحت ظل شجرة-وهو من أكرم الخلق على الله- وتضرع إلى الله تعالى وناجاه قائلا:
{رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير}
إني محتاج إلى رزقك وفضلك ،فقير إلى معروفك وعونك ،واستجابت السماء لدعاء موسى عليه السلام .