-{فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} .
جاءت الفتاة إلى موسى في أدب واستحياء ،تقوم بمهمة في عفة وكمال ،فقالت:
{إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ..}
إن دعوة كريمة موجهة من أبي إليك ،ليكافئك على سقي الغنم لنا ،أرادت أن توضح له الموقف ،حتى لا يظن بها الظنون ،ولبّى موسى الدعوة ،وسار أمام المرأة ،وطلب منها أن ترشده بصوتها إذا أخطأ الطريق ،ثم وصل إلى شعيب عليه السلام ،أو إلى رجل صالح من قوم شعيب ،وأخبره بقصته مع فرعون ،وإلقائه في اليم ،ورضاعته ورعاية فرعون له ،ثم قتل موسى للقبطي ،ثم خروجه هاربا من أرض مصر ،فقال الرجل الصالح لموسى: طب نفسا وقرّ عينا ،فقد خرجت من مملكتهم ،ولا سلطان لهم علينا ،لقد نجاك الله من فرعون وجنوده ،ونزلت أرض مدين على الرحب والسعة .