قوله:{فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء}{تَمْشِي} ،جملة فعلية في محل نصب على الحال .و{عَلَى اسْتِحْيَاء} ،في محل نصب على الحال كذلك{[3490]} ويستدل من ظاهر هذه العبارة أن البنتين ذهبتا إلى أبيهما فقصتا عليه ما كان من الرجل الذي سقى لهما ،فأمر الكبرى من بنتيه ،أو الصغرى منهما أن ترجع إليه لتدعوه إلى أبيها ،فذهبت إليه تمشي مشي العفاف الفضليات ،فقالت له في حياء جم:{إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}{ما} ،مصدرية ؛أي أجر سقيك لنا{[3491]} يعني ليكافئك جزاء سقيك .فأجابها موسى وذهب معها لمشاهدة أبيها ،ولعله إنما أجابها من أجل التبرك برؤية أبيها الشيخ الكريم .وما ينبغي أن يتصور النهي عن سيره مع أنثى في الطريق ؛فإنه معصوم عن فعل المحرمات ،وهو بعصمته مبرأ من احتمالات الفتنة التي تراود غير المعصومين من الناس .
قوله:{فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} لما جاء موسى أباها وقص عليه خبره وما جرى له من آل فرعون ،أجابه الشيخ –وهو شعيب على الراجح-{لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} أي لا تخش من فرعون ،فإنه ليس له على مدين سلطان .