{قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} فهذا هو المهر الذي تقدّمه للزواج بمن تختارها منهما ،فتقيم بيننا وتصلح أمورنا بقوّتك وأمانتك ،{فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ} كزيادة تمن بها علينا ،من دون أن تكون شرطاً منا عليك ،بل تكون على سبيل التبرّع ،{وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} بما أعرضه عليك من ذلك ،ولك حرية الاختيار في القبول وعدمه ،وسأحقق لك كل ما ترغبه من الوفاء والحفظ والرعاية ،انطلاقاً من روحية الإيمان في ذاتي ،وأخلاقية الصلاح في عملي ،و{سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} الذين يوفون بالعهد ويرعون الذمام .واستجاب موسى لذلك ،وفرح به ،فهذا هو العرض الذي يمنحه الاستقرار في السكن ،والأمن في الموقع ،والراحة في الزواج ،وذلك هو أقصى ما يتمناه في وضعه الحاضر .