{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ} لقد تهيّب موسى من الإقدام على تحمل مسؤولية الرسالة التي أراده الله أن يقوم بها في مواجهة فرعون بالإيمان بالله والحرية للمستضعفين ،لأن له مشكلةً شخصيةً معهم ،ما جعله في موضع الملاحقة من قِبَلهم ليأخذوا بثأر القبطي الذي قتله ،الأمر الذي يضعه في موقع الخطر في بداية الموقف ،فلا يبقى لديه مجال للدعوة .
وهناك نقطة أخرى ،وهي أن الرسالة تفرض الدخول في جدلٍ مرير مع هؤلاء القوم في ما يمكن أن يثيروه من شبهات ،أو يطالبوه بالحجة ،فيحتاج إلى التحدث بطريقةٍ مقنعةٍ حاسمةٍ ،بلسانٍ فصيحٍ ،وهذا ما لا يملكه موسى للكنةٍ كانت في لسانه ،ما يؤدي إلى ضعف موقفه الذي ينعكس سلباً على موقف الرسالة في ما قد يثيره ذلك من سخريةٍ ونحوها .لذلك كان بحاجةٍ إلى شخصٍ آخر يشاركه المسؤولية ،ليواجه مثل هذا الموقف الطارىء معه ،أو ليكون بديلاً عنه في مقارعة الحجة بالحجة ،ولهذا فقد أراد أن يكون أخوه هارون معه ،