{قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ} ليكون قوةً لك ،فلا تشعر بالوحدة معه ،ولا تحس بالضعف من خلاله ،{وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً} بما نظهره على يديك من الآيات المعجزة التي تصيبهم بالإحباط والذهول ،وتدفعهم إلى الشعور بالضعف أمامكما ،فلا يجدون أيّ مجالٍ للهجوم عليكما ،بل يبدأون التفكير بالطريقة التي يستطيعون فيها الثبات أمام هذه الحركة الجديدة التي ستجمع حولكما الرجال لتكونوا في مواقع القوّة بما كان بينك وبينهم ،لأن المسألة ستتعدى هذا النطاق ،ولن يبقى موقعك في دائرة الشاب الإسرائيلي الذي يلاحقه جنود فرعون ،بل سيكون موقعك موقع الرجل الذي يواجه فرعون بالذات في مواقع القمّة من سلطانه .فتقدّما إلى خط المواجهة الرسالية{فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بآيَاتِنَآ أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} في ساحة الصراع .وعلى ضوء هذا ،كانت النتيجة الحاسمة في انتصار الرسالة على معارضيها أساساً لتعميق الثقة في نفس موسى( ع ) للانطلاق بالموقف بعيداً عن كل عوامل الخوف .