{وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً} في ما يكتبه التاريخ عن جرائمهم ومظالمهم وقبائحهم ،فإن التاريخ قد يجامل الظالمينبعض الوقتفي حياتهم أو حياة أتباعهم ،ولكنه لن يرحمهم في المستقبل عندما يتخفف من كل ألوان الضغط ،لأن الحقيقة لا بد من أن تفرض نفسها على الحياة لتضيء للأجيال بعض العتمات من خلال الماضي .
{وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ} المنبوذين الذين لا يملكون في صورهم إلا القبح الذي تشمئز منه النفوس ،وتنفر منه القلوب ،لأنهم سيقفون هناك عراةً من كل الثياب الاجتماعية التي تخفي عوراتهم ،وكل مساحيق التجميل التي تجمّل ملامحهم ،ولا يبقى لهم إلا ذواتهم القبيحة التي يختفي في داخلها العار الأخلاقي والروحي الذي يتمثل في حياتهم عاراً على مستوى الواقع كله .