{وَلاَ يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْك} لأن الرسول الذي يحمل مهمّة تغيير العالم من خلال مفاهيم الرسالة وتشريعاتها لا يخضع للضغوط الداخلية والخارجية التي تعمل على إضعاف موقفه ،وإرباك خطواته ،لأن دراسته للساحة بكل قواها المضادة ،توحي إليه بصعوبة المهمّة الموكولة إليه ،وتفرض عليه الاستعداد الطبيعي لمواجهة ذلك كله ،وتحمّل كل النتائج السلبية في سبيل ذلك من أجل النجاح في أداء الرسالة ،ولذلك فلا يمكن أن يصدّه أحد عن آيات الله ،بعد أن أنزلها الله لتتحرك في عقول الناس ومشاعرهم وحياتهم فكراً وعاطفة ومنهجاً للسلوك .
{وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} وحده ،واطلب رضاه ،واجمع الناس حول عبادته ورسالته{وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في ما يريد الآخرون أن يثيروه في نفسك من الخوف والقلق ،ليربطوك بالأمر الواقع الذي يلتقي حوله الناس ،في عمليّةٍ إيحائيةٍ خفيّة بأن الانسجام مع الجو العام أقرب إلى الطمأنينة والأمن والاستقرار في ما يحصل عليه من رضى الناس وتأييدهم .