/م85
يقول أوّلا: ( ولا يصدّنك عن آيات الله بعد إذ اُنزلت إليك ) وبالرغم من أن النهي موجه إلى الكفار ،إلاّ أن مفهوم الآية عدم تسليم النّبي( صلى الله عليه وآله ) أمام صدّ الكافرين ،وإحباطهم ومؤامراتهم ،وهذا تماماً يشبه ما لو قلنا مثلا: لا ينبغي أن يوسوس لك فلان ،فمعناه: لا تستسلم لوسوسته !.
وبهذا الأسلوب يأمر الله النّبي( صلى الله عليه وآله ) أن يقف راسخ القدم عند نزول الآيات ولا يتردد في الأمر ،وأن يزيل الموانع من قارعة الطريق مهما بلغت ،ولْيَسر نحو هدفه مطمئناً ،فإنّ الله حاميه ومعه أبداً .
ويقول ابن عباس: وإن كان المخاطب هو النّبي( صلى الله عليه وآله ) ،إلاّ أنّ المراد عموم الناس ،وهو من قبيل المثل العربي المعروف «إيّاك أعني واسمعي يا جارة !» .
وبعد هذا الخطاب الذي فيه جنبة نهي ،يأتي الخطاب الثّاني وفيه سمة إثبات فيقول: ( وادع إلى ربّك ) ..فالله الذي خلقك وهو الذي ربّاك ورعاك ...
والأمر الثالث ،بعد الأمر بتوحيد الله ،هو نفي جميع أنواع الشرك وعبادة الأصنام ( ولا تكونن من المشركين ) ...فإن طريق التوحيد واضحة بينة ،ومن ساروا عليها فهم على صراط مستقيم !.
/خ88