{وَإِن تُكَذِّبُواْ فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ} فلستم أوّل من كذب الرسل ،ولن تكونوا آخرهم ،ولن تغيّروا من سنة الله ،في استمرار رسالته وتتابع رسله ،شيئاً ،ولن تستطيعوا إسقاط روحية الرسول الذي يعرف دوره جيّداً ،فينطلق إلى تأديته بكل إخلاص ،بعيداً عن طبيعة النتائج السلبية والإيجابية على مستوى استجابة الناس لدعوته .
وظيفة الرسول: البلاغ المبين
{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} ليعرف الناس من خلاله رسالة الله ،ليحددوا موقفهم منها على حسب تأثرهم بها ،أو تمرّدهم عليها .وإذا كان الرسول يحبّ لرسالته أن تتأكد في عقول الناس وضمائرهم وتتحرك في حياتهم ،فيتألم لابتعادهم عنها وتكذيبهم له ،فإن ذلك لا ينطلق من شعوره بالتقصير في مهمته ،لأن مسألة الهداية الواقعية لا تتصل بالرسول وحده ،بل تتصلإلى جانب ذلكبالناس وبالظروف الموضوعية المحيطة بهم ،وإنما ينطلق من إحساسه الذاتي الرسالي بإشفاقه على الناس الذين يمثل انحرافهم عن الرسالة انحرافاً عن مصلحتهم في الدنيا والآخرة .
وهكذا يتابع إبراهيم رسالته في خطابه لقومه ،الذي يحدثنا الله عنه ،في ما كان يقوله أو يفكر به .