ثمّ يلتفت إبراهيم ( عليه السلام ) مهدّداً لهم ومبدياً عدم اكتراثه بهم قائلا: ( وإن تكذبوا فقد كذب أُمم من قبلكم ) كذبوا أنبياءهم فنالوا الخزي بتكذيبهم والعاقبة الوخيمة ( وما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين ) سواءً استجاب له قومه ،أم لم يستجيبوا له دعوته وبلاغه !
والمقصود بالأُمم قبل أُمة إبراهيم( عليه السلام ) ،أُمة نوح( عليه السلام ) وما بعده من الأُمم وبالطبع فإنّ ارتباط هذه الآيات يوجب أن تكون هذه الجملة من كلمات إبراهيم( عليه السلام ) ،وهذا ما يذهب إليه كثير من المفسّرين عند تفسيرهم للنص ،أو يحتملون ذلك !.
والاحتمال الآخر: إنّ الخطاب في هذه الآية للمشركين من أهل مكّة المعاصرين للنّبي( صلى الله عليه وآله ) وجملة ( كذب أُمم من قبلكم ) فيها تتناسب أكثر مع هذا الاحتمال .
أضف إلى ذلك ،فإنّ نظير هذا التعبير الذي ورد في الآية 25 من سورة الزمر ،والآية ( 25 ) من سورة فاطر ،هو أيضاً في شأن نبي الإسلام( صلى الله عليه وآله ) والمشركين العرب في مكّة .ولكنوعلى أي حالأيّاً من التّفسيرين كان ذلك ،فليس هناك تفاوتٌ في النتيجة !.