ويعيد إلينا القرآن قصة لوط ليثير أمامنا بلاءه في قومه ،وفتنة قومه ،في حركة غرائزهم نحو الشذوذ الجنسي المذكَّر ،وسقوطهم في الامتحان ،بامتناعهم عن الانفتاح عليه في رسالته ،وعن التجاوب معه في الابتعاد عن الفاحشة في مجتمعهم ،ليكونوا قوماً مؤمنين أطهاراً في الحياة .
فحش قوم لوط
{وَلُوطاً} أي اذكر لوطاً ،أو أرسلنا لوطاً{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحشَةَ} في ما تأتونه من اللواط{مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالمِينَ} ،فقد ابتدعتم هذا النوع من الشذوذ باستغراقكم في غرائزكم الحيوانية ،واهتمامكم بها في محاولةٍ لتطويرها بطريقةٍ لا تخدم الحياة ،ولا تنسجم مع طبيعتها الروحية والعملية ،وابتعادكم عن الانطلاق مع الآفاق الواسعة للحياة التي يستكشف فيها الإنسان عظمة الله في الكون ،فيزداد معرفةً به وإيماناً بعظمته ،فيقترب بذلك من مواقع طاعته ،كما يبتدع فيها ،بإلهام من ربه وهدايةٍ منه ،كل الوسائل التي تخدم الإنسان في الحياة في ما ييسره من شؤونها وأدواتها ،