{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتابَ} على الطريقة التي أنزلناه فيها على من قبلك من الأنبياء ،على أساس توحيد الله وإسلام الفكر والقلب والوجه واليد واللسان{فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} من خلال الحقائق التي توحّد بين الكتابين وتدلّل على صدقه ،كوحيٍ نازل من الله .وبذلك يكون الإيمان به طبيعياً في حياتهم ،بحيث يكون التمرد من قبلهم ،تمرّداً على قناعاتهم الداخلية في خط الانفعال على سبيل المكابرة للحق والتعصب للباطل .{وَمِنْ هَؤُلاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ} ولعلها إشارة إلى المشركين الذين انفتحت قلوبهم على إشراقة الحق في آياته{وَمَا يَجْحَدُ بايَاتِنَآ إِلاَّ الْكَافِرونَ} المتمردون الجاحدون الذين أُغلقت أبصار قلوبهم ،فلم يروا أمامهم ملامح الحقيقة في ما يقرأونه ويسمعونه من الكتاب ،أو الذين تعقّدوا واستكبروا فأنكروا الحق عناداً واستكباراً وانغلاقاً على ذواتهم في دائرة أنانيتهم .