وتنطلق الآية الثانية لتؤكّد الفكرة في نطاق عامّ شامل يطرح القضية في مستوى القاعدة الكليّة: [ إنَّ الذين اشتروا الكفر بالإيمان] في عمليّة اختيار ذاتيّة ،لم تفرضها عليهم شبهة فكريّة ،بل كانت نتيجة حالة نفسية مرضيّة معقدة ،فقد باعوا الإيمان بالكفر واستبدلوه به بعد وضوح الحقّ لديهم ،[ لن يضُرُّوا اللّه شيئاً] بل يضرُّون أنفسهم في ما يفقدونه من نعمة الإيمان الذي يفتح آفاق الإنسان على كلّ المعاني الطيبة في الحياة ،ويوحي له بكلّ الأفكار الطاهرة المنفتحة التي تثير فيه مشاعر السموّ والخير والانطلاق ...وماذا بعد ذلك ؟إنَّ الإضرار بأنفسهم لن يقتصر على الجانب السلبي ،بل هناك الجانب الإيجابي الذي يتمثّل فيه العذاب الأليم [ ولهم عذابٌ أليمٌ] بما اختاروه لأنفسهم من الكفر والعصيان .