ويقف هؤلاء المؤمنون أمام اللّه في وقفة اعتراف وابتهال ،ليشهدوه على إيمانهم الذي انطلق من وعيهم لحقيقته في ما انطلقوا فيه من فكر الحقيقة ،فاستجابوا لنداء الدعوة إليه من قبل الرّسل: [ ربَّنا إنَّنا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربِّكم فآمنا] فلم يتطرق إلينا الشك في اللّه لحظة واحدة ،لأنَّنا انطلقنا في عقولنا من منطق الوعي ،فلم نجمّد حركة الفكر في قضايا العقيدة ،بل أطلقنا له العنان ليفتّش ويفكّر ويسأل ويحاور ويناقش الآخرين كلّ الآخرين ،فوصلنا إلى القناعة من أقرب طريق .