ولكن الإيمان فكرة وعمل ،ولا بُدَّ للعمل من إرادة وعزم .وقد تضعف الإرادة أمام اندفاع الشهوة ،وقد يتلاشى العزم أمام قوّة التحدّي ،فقد تزلّ بنا القدم في مزالق الطريق ،وقد تنحرف بنا الخطى عن الصراط المستقيم ،وقد نلتقي بالشَّيطان فيزيّن لنا المعصية ،ويشوّه لنا صورة الطاعة ،ويصوّر لنا الباطل في صورة الحقّ ،ثُمَّ نتراجع فنعود إلى إيماننا لنحتمي به ،ونرجع إلى ربّنا لنستغفره ونخضع له: [ ربَّنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفِّر عنَّا سيئاتنا] فإنَّك تغفر الذُّنوب لمن تشاء وتعفو عن السيئات لمن تشاء ،[ وتوفَّنا مع الأبرار] الذين يعيشون البرّ في الطاعة عندما يطيعون ،وفي التوبة عندما يخطئون ويتراجعون عن خطئهم [ ربَّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك] من المغفرة عند التوبة ،والجنَّة للمخلصين المطيعين لك في عملهم وفي توبتهم ،[ ولا تخزنا يوم القيامة] بالوقوف موقف الذل أمام أعين النَّاس ،لأنَّك لا تخزي التائبين المنيبين إليك ،وذلك هو وعدك الحقّ ،وأنت أصدق الواعدين [ إنَّك لا تُخلفُ الميعاد] .