/م190
ثمّ إن هؤلاء العقلاء يطلبون من ربّهم في نهاية المطاف ،وبعد أن يسلكوا طريق الإِيمان والتوحيد وإجابة دعوة الأنبياء والقيام بالواجبات الموجهة إِليهم ،أن يؤتيهم وعدهم على لسان الرسل فيقولون: ( ربّنا أتنا ما وعدتنا على رسلك )أي ربّنا لقد وفينا بالتزاماتنا ،فأتنا ما وعدتنا عن طريق أنبيائك ورسلك ولا تفضحنا ولا تلحق بنا الخزي يوم القيامة: ( ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ) .
إِنّ التركيز على «الخزي » يؤكّد مرّة أخرى هذه الحقيقة الهامّة ،وهي أن هؤلاء بسبب ما يرون لشخصيتهم من أهمية واحترام يعتبرون «الخزي » من أشد ما يلحق بالإِنسان من الأذى ،ولهذا يركزون عليه دون سواه من ألوان العقوبات .
وفي مستدرك الوسائل نقلا عن أبي الفتوح الرّازي في تفسيره ،أنّه( صلى الله عليه وآله وسلم )قال: من كان له إِلى الله حاجة فليقل خمس مرات ربّنا يعطى حاجته ،ومصداق ذلك في كلام الله في قوله تعالى: ( ربّنا ما خلقت هذا باطلا ) إِلى آخر الآيات فيها ربّنا خمس مرّات ثمّ قال تعالى: ( فاستجاب لهم ربّهم ){[705]} .
/خ194