[ يمَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبّكِ] واستمري في خطّ الطاعة ،فلا بُدَّ من أن تبقي معه في صوفية الروح ،وعبادة الذات ،وخشوع الإحساس ،وحركية الكيان ...فإنَّك كلّما عبدت اللّه وأطعته أكثر كلّما فاضت ألطافه عليك أكثر ،وأحبّك أكثر ،[ وَاسْجُدِي] في حالة انسحاق الذات أمامه كتعبير عن ذوبان الوجود في وجوده ،[ وَارْكَعي مَعَ الركِعِينَ] بما يمثّله الركوع من انحناء الإرادة أمام إرادة اللّه من خلال انحناء الجسد أمامه ؛فإنَّ قصة العبودية في حضرة الألوهية هي قصة الذوبان الروحي والجسدي في معنى الانسحاق الكلي في السجود للّه والانحناء الكلي في الركوع له ،ليعيش الإنسان مع كلّ الراكعين في انحناء وجودي شامل يقف فيه الإنسان بكلّ وجوده خاضعاً للّه في عملية تكامل في معنى العبودية بين يدي الربّ .