( يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) أما القنوت فهو الطاعة في خشوع كما قال تعالى:( بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ) [ البقرة:116] .
وقد قال ابن أبي حاتم:حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث:أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة ". ورواه ابن جرير من حديث ابن لهيعة ، عن دراج ، به ، وفيه نكارة
وقال مجاهد:كانت مريم ، عليها السلام ، تقوم حتى تتورم كعباها ، والقنوت هو:طول الركوع في الصلاة ، يعني امتثالا لقوله تعالى:( يا مريم اقنتي لربك ) بل قال الحسن:يعني اعبدي لربك ( واسجدي واركعي مع الراكعين ) أي:كوني منهم .
وقال الأوزاعي:ركدت في محرابها راكعة وساجدة وقائمة ، حتى نزل الماء الأصفر في قدميها ، رضي الله عنها .
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمتها من طريق محمد بن يونس الكديمي - وفيه مقال -:حدثنا علي بن بحر بن بري ، حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير في قوله:( يا مريم اقنتي لربك واسجدي ) قال:سجدت حتى نزل الماء الأصفر في عينيها .
وذكر ابن أبي الدنيا:حدثنا الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب قال:كانت مريم ، عليها السلام ، تغتسل في كل ليلة .