/ت86
أمّا جزاء هؤلاء المتمرّدين ،فتحدّده الآية الثانية [ أولئك جزاؤهم أنَّ عليهم لعنة اللّه والملائكة والنَّاس أجمعين * خالدين فيها لا يخفَّف عنهم العذاب ولا هم ينظرون] لأنَّهم تمرّدوا على اللّه الذي خلقهم ورزقهم وأفاض عليهم نعمه ظاهرةً وباطنةً ،وفتح لهم أبواب الخير والهداية بأوسع مما بين السَّماء والأرض ،فاستحقوا غضبه وسخطه واحتقار الملائكة والنَّاس ،لأنَّهم هم الذين قادوا أنفسهم إلى موقع الحقارة الذاتية والعملية بكفرهم باللّه ؛ولكنَّ اللّه لا يغلق عنهم أبواب الرجوع إليه ،فإنَّ أبواب التوبة مفتوحة لمن أراد أن يتوب إلى اللّه ويُصلح أمره وعمله ،لأنَّ الكفر لا يمثِّلعند اللّهعقدةً لا انفكاك لها ،كما هو شأن البشر الذين تتحرّك العقدة في نفوسهم فتمنعهم عن العفو والصفح والمغفرة ،بل الكفر يمثِّل الانحراف عن خطّ الحقّ ،فإذا استقام الإنسان في خطّه بعد انحرافه كانت رحمة اللّه له بالانتظار لتشمله باللطف والرضوان .