{وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً} في ما يثيره في وعي الإنسان من الخوف إذا كان نذير الصاعقة التي تقتل وتحرق وتدمّر ،ومن الطمع إذا كان نذير المطر الذي ينعش ويحيي الأرض والإنسان والحيوان ويدعو ذلك إلى التأمّل والملاحظة الدقيقة التي قد يكتشف فيها الإنسان عمق هذه الظاهرة الكونية وتأثيرها في حركة النظام الكوني الذي تخضع له حركة الحياة كلها ،في دلالته على الحكمة والدقة والإِبداع .
الماء يحيي الأرض بعد موتها
{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَيُحيي بِهِ الاَْرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} لأن الماء يؤمن عوامل نموّها وعناصر حركتها وحيويتها وامتدادها ،وهو ،بالإضافة الى ذلك ،يحمل معنى النعمة التي تفتح قلب الإنسان على الله من موقع الشكر العميق ،واللفتة الروحية الحميمة ،إحساساً بالعلاقة الوثيقة الدائمة بالله التي لا مجال للاستغناء عنها في مسألة الحياة ،في كلّ مفرداتها الصغيرة والكبيرة ،{إِنَّ فِي ذَلِكَ لاََيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} فيرون في هذا التدبير الإلهي سرّ الحكمة ،لا معنى الصدفة .