{وَمِنْ آياتِهِ مَنَامُكُم بِالليْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَآؤُكُمْ مِّن فَضْلِهِ} في ما يعبر عنه نظام السكون والحركة في وجود الإنسان الذي يحتاج إلى السعي المتواصل من أجل كسب وسائل العيش ،وتنظيم قضايا الحياة ،في ما يتوقف عليه نظام حياته في مختلف شؤونها وأوضاعها وعلاقاتها العامة والخاصة ،ما يفرض اليقظة المنفتحة على الواقع ،في حيوية الإنسان الجسدية ،والنور المتدفق من الشمس في النهار الذي يضيء له كل السبل التي يريد السير فيها ،والمواقع التي يتحرك في داخلها ،كما يفرض الحاجة إلى الراحة الشاملة التي يعيش الجسد فيها في إغفاءةٍ هادئةٍ مستغرفةٍ تسكن فيها الأعضاء ،وتهدأ الأعصاب ،ويستريح العقل في أجواء الظلام الذي يوحي بالسكينة واسترخاء الجسد .وهكذا كان هذا النظام الدقيق الذي ربط حركة الإنسان وسكونه بالأوضاع الكونية في تعاقب الليل والنهار ،فجعل الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار معاشاً ،لتستقيم للإنسان حياته ،ولينتظم معاشه .
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} الحديث عن تفاصيل العظمة في الخلق ،فيعون معانيه بعقولهم ،فيهتدون إلى دلالة ذلك على وجود الله وتوحيده .